الخميس، 29 أكتوبر 2009

الدبيب للمجد لأبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

الدبيب للمجد

لأبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري


 

أنا وشباب الصحوة كما قال الاسدي ــ وهو من شعراء الحماسة ـــ :

دببت للمجد والساعون قد أبلغوا ****جهد النفوس والقوا دونه الأزرا

فكابدوا المجد حتى ما أكثرهم **** وعانق المجد من أوفى ومن صبرا

لا تحسب المجد تمرا أنت آكله **** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر

قال أبو عبدالرحمن :

وانى لدبيبي أن ينفعني في استذكار نصوص الحديث لمعرفة صحيحها وسقيمها في الذهن ، واستحضار مسائل الفقه على المذهب الحنبلي للإفتاء السائل قاعدا أو عابرا ً

قال أبو عبدالرحمن : هذا شي فاتني وعقود العمر الغابر لا تتجدد

وإنما حسبي الله ثم قرطاس أودعته علمي وعلم غيري إذا انتابتني إذا انتابتني النائبة راجعت قراطيسي وحققت ومحصت المسألة القصيرة في الوقت الطويل

فإن كانت النائبة مما لا يتكرر في اليوم والليلة أو الأسبوع نسيتها إلى مراجعة أخرى .

وأنعم الله على شباب الصحوة باستذكار نصوص حديثية يعلمون ما قاله الألباني في درجة صحتها وباستذكار مسائل فقهيه يعلمون مذهب أحمد أو الحنابلة فيها .

وغياب شاهدي من ذاكرتي لكل مسألة تطرح أمر يغيضني ، وقد غاض ذلك الشيخ الإمام أبا مُحمد بن حزم قبلي فذكر في مداوة النفوس أن مغيب الحقائق من الهموم .

وبما أن العمر والقدر أقل وأعجز من أن تستوعب العلم ، وبما أنني فيما غبر من عقود العمر لم اقعد ، وإنما صرفتها إلى وسائل عديدة من مختلف حقول العلم دينيها ودنيويها ، فإن كل هذا يسليني عما غبنني به شباب الصحوة .

ويسليني أيضاً إذا سُئلت أتقصى القول عما أعرفه وأُمسك عما لدي عنه بعض معرفة ، أو لا أعرفه البته

وكتب

ابو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

المصدر : جريدة الجزيرة بعنوان وجاء دور الحلقونات

يوم السبت 5 / جمادى الآخرة 1411 هـ الموافق 22/ كانون 1 / ديسمبر 1990

العدد رقم 6659

الأحد، 25 أكتوبر 2009

الكفار ينصبون في الآخرة .لأبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

الكفار ينصبون في الآخرة .

لأبي عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري


قرأت في التفاسير وسمعت في عدد من المجالس تفسير قوله تعالى في سورة الغاشية :

وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نار حامية .

ان المراد الذين عملوا ونصبوا أي تعبوا في الدنيا على غير دين الإسلام كالرهبان

وهو أحد الاحتمالات التي يذكرها المفسرون ، وكنت استذكر هذا الرأي في نفسي وأكع عنه ، لأن الله لا يعذب الرهبان بعملهم ونصبهم في تحري الحق وهو على باطل بل يرد عملهم ويسقطه .

وإنما يعذبهم بتكذيبهم بالإسلام ونبيه ومحاربتهم للدين الناسخ وتقصيرهم في تمحيص الحق من الباطل غير اللائق بالله ورسوله وشرائعه.

وكانت السلامة بتحري الظاهر التي أثبتت أن المراد خشوع وعمل ونصب يكون للكفار في الآخرة لا في الدنيا

والظواهر من وجوه:

أولها : ظاهرة الآية الكريمة نفسها ، وهو ظاهر زمني يتحدد بقوله تعالى : ( يومئذ ) وهو الغاشية أي يوم القيامة .

فالتقدير الظاهري خاشعة عاملة ناصبة في يوم القيامة .

والثاني : الظاهرة من معهود القرآن الكريم في غير هذه السورة كقوله تعالى في سورة القمر : ( خشعا ً أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر .

فيوم الخروج من الأجداث هو يوم القيامة ، وهو وقت خشوع أبصار الكفار .

الثالث : ظواهر الإمكان بمعنى أنه لا يوجد ما يمنع من حصول الخشوع والعمل والنصب للكفار يوم القيامة .

والرابع : ظواهر تصحيح بمعنى أن حصول النصب في الدنيا يمكن تصور حصوله للكفار في الدنيا .

ومأخذ ذلك من قوله تعالى عن أهل الجنة في سورة الحجر :( لا يمسهم فيها نصب )

فهذا يوحي بأن الكفار ينصبون في النار

قال أبو عبدالرحمن :

كيف ينصبون ، وهم يعالجون السلاسل والأغلال وصنوف العذاب ، والتنقل من عذاب إلى عذاب .

قال أبو عبدالرحمن : والظاهران الأخيران دليلا تصحيح ، والظاهران الأولان دليلا ترجيح : أي تعيين لمراد المتكلم


وكتب

ابو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري

المصدر : جريدة الجزيرة بعنوان وجاء دور الحلقونات

يوم السبت 5 / جمادى الآخرة 1411 هـ الموافق 22/ كانون 1 / ديسمبر 1990

العدد رقم 6659

الخميس، 15 أكتوبر 2009

شكر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر كل من قرأ هذه المدونة